عظمة الله عز وجل
"أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ( 921 )لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) إِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59)؟ سورة غافر
ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ ، ولا يتدبرون الحجج والأدلة القائمة الدالة علي عظمة الخالق ، لغلبة الغفلة عليهم ، وإذا كان أكثر الناس لا يتدبرون آيات الله في الكون ، التي تكشف لهم عن قدرة اللّه سبحانه وتعالى، وقوة سلطانه القائم على هذا الوجود، فإن بعضا من الناس، وهم أقلهم ، يعلم من جلال اللّه، وعظمته، وقدرته، ما يملأ القلب هدى وإيمانا ، ومن هنا يختلف الناس، إيمانا وكفرا، وهدى وضلالا، وإحسانا وإساءة، وكما لا يستوى الأعمى والبصير.
كذلك لا يستوى الذين آمنوا وعملوا الصالحات، والذين كفروا وعملوا السيئات ، ثم يقول الحق سبحانه وتعالي : - يا أيها الناس ما أقل تذكركم حجج الله ، وما أقل إعتباركم وإتعاظكم بها ، علي الرغم من أن الله قد ميزكم عن باقي مخلوقاته بأن أودع في رؤسكم عقولا ، لتفقهوا بها ، وأودع في صدوركم قلوبا، لتتدبروا بها.
يا أيها الناس ما أقل تذكركم حجج الله ، وما أقل إعتباركم وإتعاظكم بها علي الرغم من أن الله قد بعث رسله إليكم ليرشدوكم إلي طريق الرشاد ، ويحذروكم من عذاب الجحيم ، إن يوم القيامة آت لا محالة ، وستحاسبون علي أعمالكم ،وستجازون عليها إِن خيراً فخيراً، وإِن شراً فشراً ، ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ولا يصدقون ، فينهمكون في الكفر والعصيان وإجتراح السيئات .